ستة ملايين مدمن بين طلاب المدارس والجامعات المصرية
كشفت إحصائية للجمعية المصرية لمكافحة المخدرات أن هناك ستة ملايين مدمن بين طلاب المدارس والجامعات في مصر، وأظهرت ارتفاع نسبة الطلاب المتعاطين للمخدرات بنهاية 2007 إلى 34% بعد أن كانت 15% عام 1992، وفقا لدراسة أجرتها وزارة الصحة والسكان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة على مدمني المخدرات المدارس، وأن نسبة المتعاطين في المرحلة الثانوية بلغت 36%.
يأتي الارتفاع في نسبة متعاطي المخدرات بمصر، انعكاسا للتقرير السنوي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات الذي قدر حجم إنفاق المصريين على المواد المخدرة بحوالي 16 مليار و300 مليون جنيه سنويا، وأن نسبة الإنفاق وصلت في عام 2003 لحوالي 24 مليار و292 مليون جنيه، ثم انخفضت عام 2004 إلى 16.4، وإلى 16.3 عام 2005، ثم زادت تدريجيا في عامي 2006/2007.
وأكد الدكتور محمد أبو النور فراج أخصائي الإدمان لـ "المصريون" أن الكوكايين والخمور والحشيش وتدخين السجائر ما هي إلا عقاقير نفسية تحتوي مركباتها على عامل مشترك وهو إتلاف خلايا الدماغ، لكن تأثير السمية وقوة الإدمان يختلفان من مركب إلى آخر سواء.
وحذر من أن هذه المركبات سواء أكانت مشروعة أو غير مشروعة فهي تؤدي إلى مشكلات صحية أكيدة، كل على حسب قوتها، ومدة التعاطي والكمية المأخوذة منها، وفي النهاية تؤدي إلى الإدمان.
وأكد أنه عند تدخين السجائر، فإن النيكوتين ينتشر في المخ وجميع أجزاء الجسم عن طريق الأغشية الرئوية والفم، وهو يحاكي في تأثيره مادة الاستيكولين، وهو الناقل العصبي، وتتركز على مستقبلات النيكوتينيك الموجودة على سطح العديد من الخلايا العصبية والتأثير المحفز للجهاز العصبي المركز وخاصة على دائرة الحالة التي تسبب المتعة.
وأشار إلى أن إدمان الخمور لا يقل في خطورته عن إدمان المخدرات، حيث أن الخمور مركبها الأساسي الإيتانول وأن سميته على الجسم وتحديدا المخ قوية جدا، وإدمانها له آثار نفسية وعضوية قوية جدا، إذ أن الإيتانول لا يهضم، ولكنه يسير في الدم حتى يصل المخ ويقتل الخلايا العصبية، حيث بلتهم الغذاء الذي تعيش عليه الخلايا وهذا الغذاء اسمه جولوتاميك أسيد.
وحذر من أن خلايا المخ تتأثر ويزداد هذا الأثر الضار كلما زاد الشخص من شرب الكحول، وأن 70% من شاربي الكحول يعانون من تلف بالمخ، ويصبح نسيج المخ أقل سمكا، كما أن التجويفات تكون أوسع حجما.
أما بالنسبة لتعاطي الحشيش، فيشير الدكتور فراج إلى أنه عند تدخينه أو بلعه، فإن مادته الفعالة تصل إلى المخ، حيث تتركز على المستقبلات العصبية، فيتحرر الدوبامين مما يربك الجهاز العصبي، ويؤدي إدمان الحشيش إلى مشكلات في الاتزان والتفكير، كما يسبب ضعف الذاكرة واضطراب الإحساس بالوقت، ويصاب مدمنه بالتبلد ويعرض عن تأدية واجباته ويؤثر على التعليم والمهارات اللغوية، كما أنه يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية ويظهر ذلك من العيون الحمراء.
ويؤدي الحشيش إلى إصابة العقل بأمرين متضادين، الأول: إحداث النشوة التي تسبب تسارعا في ضربات القلب وزيادة في التوتر وصعوبة في التركيز، والثاني: التبلد والتعب والقلق والغثيان والصداع والتشويش العقلي والنسيان والهلوسة.
وبالنسبة للمتعاطين للهيروين والكوكايين، يؤكد الدكتور فراج أن تعاطي هذين المخدرين يؤديان إلى إفراز مواد الدوبامين والسيراتونين مع عدم السيطرة عليهما، ويتسببان في حدوث النشوة لمدة نصف ساعة بعد التعاطي، حيث يزيد من الانتباه والنشاط، بعدها يصاب المدمن بالاكتئاب والقلق وعدم القدرة على إطلاق الأحكام مع وجود هلاوس سمعية.
في حين تؤدي حبوب الهلوسة إلى حدوث مشاكل في القلب وزيادة نبضاته وصعوبة في التنفس بما يؤدي إلى الوفاة، بينما يصاب متعاطيها بأمراض نفسية كالشيزوفرانيا واضطرابات في النوم وهلوسة وصور فلاش بالضوء.
وأضاف أن حبوب الهلوسة، هي عبارة عن مركبات كيميائية مشابهة لهرمون البراتونين تتكون على مستقبلات المخ التي تنشطها أو تعوقها على حسب مناطق المخ التي تركز عليها، وهي تعوق الوصلات الحسية والحركية، وتحفز إفراز الدوبامين وتحدث النشوة والهلوسة وحركات لا شعورية ولا يملك الشخص السيطرة عليها عدة ساعات تعقبها فترة حزن واكتئاب.
موضوع: ستة ملايين مدمن بين طلاب المدارس والجامعات المصرية 
